لاشك أن التلوث مشكلة تهدد البيئة العالمية، وتهدد كوكبنا بكل ما فيه من حياة .. فالكرة الأرضية لم تعد بمأمن ـ في ظل العديد من مظاهر التلوث ـ كما لم تعد بمنجاة من أخطار رهيبة بسبب هذا الإهمال الذي تشارك فيه الكثير من دول العالم، وهو إهمال يتجاهل أن الكرة الأرضية هي ملك للعالم كله، وملك لشعوب العالم كلها، قويها وضعيفها، غنيها وفقيرها، وأن مستقبل البشرية كلها هو مستقبل واحد . ولا شك أيضا أن التلوث الذي أصبح مشكلة عالمية، هو نتيجة للكثير من الممارسات والتصرفات الضارة، خاصة من الدول الصناعية المتقدمة والدول الرأسمالية الكبرى، كما أن هذا التلوث نتاج طبيعي لاستهتار هذه الممارسات بحقوق كافة سكان الكوكب في الحياة الكريمة بل إنها تجلب لهم الكثير من الأمراض والتشوهات والآفات الجديدة غير المسبوقة في التاريخ . وعلى الرغم من أنه يمكن القول بأن التلوث البيئي هو مشكلة بيئية فقط، إلا أن الحقيقة التي أصبحت ماثلة أمام عيون الجميع، أنه لم يعد قاصراً على هذا المفهوم فحسب، بل إنه صار مشكلة اقتصادية تهدد النظام الاقتصادي العالمي، إذ أنه بتزايد الأخطار البيئية، فإن الأخطار التي تهدد الاقتصاد العالمي تتزايد أيضا ، حيث لا ينعزل الاقتصاد العالمي عن البيئة التي يعيش ويتحرك فيها بل إنه يتأثر بها إلى درجة كبيرة .
تدهور الموارد الطبيعية والتلوث
البيئي
في البوادي:
تتجلى ظاهرة التدهور البيئي في اجتثاث الغابات
وانقراض بعض الحيوانات البرية كبعض أصناف الطيور ، وتراجع المراعي الطبيعية
والمبالغة في استعمال المواد الكيماوية ، إلى جانب فقر التربة ، وكذا قلة
التساقطات التي تؤدي إلى مشكلة التصحر .
في المدن:
تزحف الأحياء والمنشئات الإدارية والصناعية
والعمرانية ومراكز الخدمات على البوادي المجاورة، بالإضافة إلى انتشار الأحياء
الصفيح وتدهور المآثر الحضرية الأصيلة.
ومن مظاهر التدهور البيئي بالمدن افتقار معظمها
إلى شبكة للتخلص من التلوث الناتج عن المياه المستعملة الحارة ونفايات المنازل،
إضافة إلى كثافة دخان السيارات والمصانع وما يرافق ذلك من تلوث الهواء.
كما أن ملوثات المعامل القريبة من الشواطئ تضر
بالثروة السمكية وبالتالي بالأمن الغذائي للسكان.
وبشكل عام فإن الاقتصاد العالمي يشهد أزمة حقيقية، فإذا ما اضفنا إلى ذلك
كله تدهور الموارد الطبيعية في العالم التي تأثرت بتفاقم مشكلة التلوث
وتصاعد الأخطاء الناجمة عن هذا التلوث، فإن القيمة الاقتصادية لهذه الموارد
تتجه إلى مزيد من الضعف والتناقص، مما يعني مزيداً من التدهور للمنتجات
المختلفة في كثير من المجالات . ولذا فإن التلوث بانواعه المختلفة هو أحد
الدوافع الأساسية وراء تدني مستوى الاقتصاد العالمي، لأن معظم الصناعات
قائمة على الموارد الطبيعية، أي أن هناك علاقة عكسية بين التلوث
والموارد الطبيعية مما يتطلب التكاتف والتعاون بين جميع سكان العالم لحماية
البيئة من هذا التلوث وآثاره المدمرة على الموارد الطبيعية لسكان العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق